مالك المعرفه عضو فعال
عدد الرسائل : 164 نقاط : 28018 تاريخ التسجيل : 15/03/2009
| موضوع: خلوة.. ولكنها شرعية 000 شرعيه 000 شرعيه الأربعاء أبريل 22, 2009 3:23 am | |
| خلوة.. ولكنها شرعية أما آن لشمس الحرية أن تظهر ولشجرة الحب أن تثمر؟ أما آن لقلب المتيم أن يعبر ولجميل العبارات أن يسطر أما آن للبدر أن يسطع ولحلو الكلام أن يسمع؟ أما آن لغبار الوهم أن ينجلي ولليل الطويل أن ينطوي؟.. بلى قد آن وحان لقد ضاق صبري وحرت في أمري، فلا سكوت صحيحا ولا قلب مستريحا، ضربت أخماسا وقسمت أسداسا، فلا الضرب أفلح ولا القسمة أرجح فعلمت ان الجمع للشمل أجمع، وهو بلا ارتياب تواصل للأحباب فلسنا نطلب المزيد اذا اقترب البعيد وليس من العجائب حضور الغائب فالنظر يشفي وان لم يكف، والمقال لا يغني عن الحال وما لايدرك كله لا يترك جله.. الحب وان كان خفيا فهو قوي وان كانت شواطئه واسعة فأمواجه موجعة وهو يقلب ميزان القلب، ويعقل رجاحة العقل، فان أمطر فهو فيضان وإن ثار فهو بركان وإن تحرك زلزل الجبل وشق السهل.. فأعملت الحيلة في تلك الليلة فعزمت على لقائها وعلى احتضانها والتربع في احضانها، وقد يجلو الضم بعضا من الهم، فتمنت البقاء واحتلت لذلك اللقاء فتركت كل الوعود ولبست ثوب الصدود لمن قابلني في الطريق من صاحب وصديق قد غضضت طرفي وغطيت حتى أنفي لعلي أنجو من الثقلاء وأتفرد بحبيبتي في الخلاء قد دعاني الغرام وجذبني الهيام فأضمرت النية في تلك العشية فابتعدت عن العمران حتى وصلت إلى المكان فهذا مكانها والليل زمانها فانتظرتها وتخيلتها وهي لا شك فاتنة فتذكرت ما تجشمته من عناء في سبيل ذلك اللقاء، فقطع تذكري ما وقع عليه نظري، فلقد أقبلت بثوب السواد تقطع الوهاد، وثار في نفسي الحبور، لما شاهدت فيها من النور هي أجمل من الجمال، وأقرب للكمال تحار العين لما فيها من الزين ويعجز الوصف عن الوصف فيا لحسنها الزاهر وجمالها الباهر، فتبددت الهموم وانقشع ما في سمائي من الغيوم وقلت: لرب خلوة خير من جلوة، فطاب السمر تحت ضوء القمر، في ليلة خمسة عشر، فلله ما أجمل ما صنع و أعظم ما أبدع، ويا لها من ليلة حسناء وطبيعة غناء، قد أرخى الليل علينا ستره، وجعلنا في سره ،فنار الحطب مشتعلة ونار القلب منطفئة، فلا تسل عن الحال على تلك الحال ولكن لكل حكاية نهاية، فشعرت ان الحبيبة قد خافت لان معركتها قد حانت، فالتفت فاذا جيوش الصباح قد تأهبت للكفاح فعانقتها مشيعا ولوحت لها بيدي مودعا فصرخت بها وقلت لها: أراك في هذا المكان في مثل هذا الزمان ثم.. ثم وقعت أسيرا لجيوش الصباح والتي لم أبد تجاهها، أي كفاح فمضت بي إلى البيت ولم ينفع قول ليت ففكرت وتأملت فهل سأستطيع الجلوس في أحضان ليلة خمسة عشر في الأيام القادمة ام ستحضنني أنوار مدينتي الحالمة؟ فقط تساؤلي سؤال أحد الاصدقاء قد رآني وأنا خارج من الصحراء اين كنت ايها الصديق وكيف جئت من ذلك الطريق؟ فليس هناك الا الخلاء الذي يأتي بالبلاء. فقلت: كنت مع صديقة في طبيعة رقيقة قد خرجت من العصر بنظراته ويقتلني بزفراته، ففطنت لما بطن من استنكاره وأسرعت بابتداره وقلت: كنت في سمر مع ليلة خمسة عشر لا مع أحد من البشر فبدا على محياه الرضا ثم تركني ومضى ثم دفعني ساعات اليوم حتى غرقت في بحر النوم.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عكاظ -- العدد : 2761 الكاتب/عمر مقعد السميري – الرياض[/center] | |
|